أساليب التعليم الحديث: نموذج التعليم المبرمج
أنجز الموضوع: ختيمة أوبنزها
ظهر المهراز - فاس
يعتبر البعض أن التعليم المبرمج طريقة تكنولوجية حديثة، والآخرون يعتبرون أن جذوره الأولى تمتد إلى عهد فلاسفة اليونان، فقد استخدم "سقراط" طريقة الحوار والمناقشة في تعليمه. وقد كانت أول دولة اهتمت بهذا النوع من التعليم وتطوره هي أمريكا ثم طبق في كل من انجلترا وألمانيا وكثير من الدول الشرقية، ففي فرنسا فقد اهتم بهذا النوع من التعليم في المجال الصناعي أكثر من المجال التربوي ثم بدأ تطبيقه بشكل واسع في المجال التربوي ومن أشهر النظريات المعروفة في هذا المجال: "نظريات التعلم السلوكي": أشهر روادها "سكينر" الذي يعتبر مؤسس التعليم المبرمج الذي اعتمد على أساس تقسيم المعلومة إلى أجزاء صغيرة توضع في إطارات لتدريسها ويكون الانتقال بين المعلومات بالتسلسل ويطلق عليه التعليم الخطي.
"نظريات البناء العقلي والإدراكي": ومن روادها" برونر"" وبياجي" وتعتمد هذه
النظريات على أساس أن الطفل يتعلم بناء على النمو العقلي والمرحلة الذهنية
التي وصل إليها، كما يشير إلى إن الطفل يكتسب كثيرا من المعلومات منذ
ولادته ويحتاج إلى المساعدة في تنظيمها وتطويرها.ومن ذلك نجد أن اختلاف
أسلوب التعلم أثر على طريقة كتابة البرامج التعليمية فنجد أن هذه الأخيرة
قد انقسمت إلى أقسام رئيسية اعتمد كل منها على فلسفة تعليمية كانت أساسا في
إنتاج البرنامج. ومن نظريات التعلم التي كان لها تأثير على كتابة البرامج
التعليمية: "النظريات الإنشائية" التي ركز أصحابها على تجهيز المواد
المساعدة للتعليم مع الاهتمام بطرق التدريس الجيدة لتشجيع الأطفال على
التعلم من أهم روادها "روبرت ديفس" الذي يرى أن الحاسب يقدم للطالب نوعا
جديدا من الخبرات التي تبنى على أساس التجربة الحسية. أما "نظريات
السلوكيين"فتقوم على أسلوب التعلم بالتلقين وعلى طريقة الإعادة والتكرار
وتقسم المعلومة تبعا لهذه الفلسفة إلى أجزاء بسيطة تلقن للطالب، وهو
الأسلوب المهيمن على التعليم في كل مكان ويقوم على أن لمعلم هو مصدر
المعلومات ومن أشهر مشجعي هذا الأسلوب "باتريك سوبي" الذي كان أول من أنشأ
برامج التدريب والتمرين ومن ثم برامج التدريس، حيث ينظر إلى أن الطفل يتعلم
من العمل على الحاسب الآلي والحاسب الآلي يتعلم عن الطفل من طريقة عمله.
"نظريات البنائيين"يخطوا أصحابها مرحة أبعد من الإنشائيين من حيث إيجاد
البيئة اللازمة والأدوات الضرورية ليستمر الأطفال بالتعرف على طبيعتهم ومن
مناصري هذه النظرية "سيمور بابرت"الذي أنشأ لغة "لوجو"بغرض تشجيع الأطفال
على التفكير البناء فلغة البرمجة في نظره توفر الوسيلة للطالب لعمل ما
يريد، كما أنه يتعلم أثناء عمله.أنجز الموضوع: ختيمة أوبنزها
ظهر المهراز - فاس
يعتبر البعض أن التعليم المبرمج طريقة تكنولوجية حديثة، والآخرون يعتبرون أن جذوره الأولى تمتد إلى عهد فلاسفة اليونان، فقد استخدم "سقراط" طريقة الحوار والمناقشة في تعليمه. وقد كانت أول دولة اهتمت بهذا النوع من التعليم وتطوره هي أمريكا ثم طبق في كل من انجلترا وألمانيا وكثير من الدول الشرقية، ففي فرنسا فقد اهتم بهذا النوع من التعليم في المجال الصناعي أكثر من المجال التربوي ثم بدأ تطبيقه بشكل واسع في المجال التربوي ومن أشهر النظريات المعروفة في هذا المجال: "نظريات التعلم السلوكي": أشهر روادها "سكينر" الذي يعتبر مؤسس التعليم المبرمج الذي اعتمد على أساس تقسيم المعلومة إلى أجزاء صغيرة توضع في إطارات لتدريسها ويكون الانتقال بين المعلومات بالتسلسل ويطلق عليه التعليم الخطي.
ومن الملاحظ أن هذا النوع من التعليم عرف تنوعا هائلا على مستوى التصورات والتنظيرات وأصبح بالإمكان اليوم تجسيد الكثير من الأفكار النظرية التي تضمنتها مختلف الطرق التعليمية المقترحة.
إذن فما هي فكرة التعليم المبرمج أو بشكل أدق ماذا يقصد بالتعليم المبرمج؟ وما أهم الأنماط المستخدمة فيه؟ وما أهم المبادئ التي يرتكز عليها، ما هي خصائصه وأهميته وسلبياته؟
هناك تعريفات عديدة للتعليم المبرمج يمكن أن نذكر منها ما يلي: "التعليم المبرمج نوع من التعليم الذاتي الذي يعمل فيه الفرد مع العلم في قيادة التلميذ وتوجيهه نحو السلوك المنشود، برنامج تعليمي أعدت فيه المادة العلمية إعدادا خاصا وعرضت في صورة كتاب مبرمج أو آلة تعليمية". التعريف الثاني: " طريقة من طرق التعليم الفردي، تمكن الفرد من أن يعلم نفسه بنفسه (ذاتيا) بواسطة برنامج معد بأسلوب خاص يسمح بتقسيم المعلومات إلى أجزاء صغيرة ترتيبها ترتيبا منطقيا وسلوكيا بحيث يستجيب لها المتعلم تدريجيا، و يتأكد قدرا من صحة استجابته حتى يصل في النهاية إلى السلوك النهائي المرغوب فيه".
ومن الملاحظ أن هذين التعريفين باختلافهما قد اتفقا في مجموعة من النقط:
1- التعليم المبرمج أحد أساليب التعليم.
2- نوع من التعليم الذاتي.
3- تصاغ المادة التعليمية في خطوات لتحقيق الهدف المنشود.
4- يأخد المتعلم فيه دورا إيجابيا وفعالا.
وقد عرف هذا النوع من التعليم أنماطا كثيرة من البرنامج نذكر منها:
- يقدم الطالب قائمة من الأسئلة متعددة الاختبار ومن الأمثلة يجيب الطالب بضغط قلم مداد في واحدة من فتحات أربع في اللوحة.
- نمط "كرودر": يوصف بأنه البرنامج المتفرع وهو يتم عن طريق تنظيم المادة في أكثر من خطوات وكل خطوة تكون على هيئة أسئلة اختبار متعددة، ويهتم هذا النوع بتوجيه الطالب للإطلاع على مزيد من المواد العلاجية الموجودة في البرنامج، ومن مميزات هذا النوع أنه يستخدم نتائج البرنامج لتشخيص قوة أو ضعف المتعلم، ونشير إلى أن فكرة التعليم المبرمج تقوم على نظرية الإشراط الإجرائي التي توصل لها Skinner بعد تجاربه الشهيرة على الحمام، وهنا يؤكد على أهمية التعزيز الفورية بعد الاستجابات الصحيحة حتى تحدث عملية التعلم، أما الاستجابات غير المرغوب فيها فتختفي لعدم إلحاقها بالتعزيز، ومنها قامت المبادئ الأساسية للتعليم المبرمج والتي يمكن إجمالها في:
1- مبدأ الخطوات الصغيرة: ويتضمن تقسيم المحتوى والمعلومات التي يريد المعلم توصيلها إلى طلبته إلى وحدات صغيرة جدا يتبع كل منها مكافأة أو تعزيز، وكلما صغرت كمية المحتوى العلمي في كل خطوة، زادت الخطوات فزاد التعزيز وزادت فعالية التعليم.
2- مبدأ النشاط: يقوم التعليم المبرمج في أساسه على جهد التلميذ، فيجب أن يقوم التلميذ بنشاط (قراءة، تدريب، حل المسائل) حتى تتم عملية التعلم.
3- مبدأ النجاح: الهدف وراء تقسيم المحتوى إلى أجزاء صغيرة هو سهولة استيعاب الطالب للجزء الصغير، فيزداد احتمال حدوث التعزيز وشعور الطالب بالنجاح، فالنجاح يؤدي إلى مزيد من النجاح في حين أن الشعور بالفشل قد يكون عائقا للتعلم.
4- مبدأ التغذية الراجعة الفورية: لكي يشعر الطالب بالرضا والنجاح، لابد من تغذية راجعة فورية لتأكيد الطالب بصحة إجابته أو لتصحيحها قبل الانتقال إلى الخطوة التالية.
5- مبدأ التدرج المنطقي للتعلم: لابد من تنظيم المادة تنظيما منطقيا بحيث يتدرج من السهل إلى الصعب وأن تتكرر المعلومات المفروضة على الهدف الخاص بتلك الوحدة، وتلغى أي معلومات إضافية لا علاقة لها بالهدف من أجل عدم تشتيت انتباه المتعلم.
6- مبدأ سرعة الفرد: يترك الطالب ليتقدم حسب قدراته وإمكاناته، ويجب ألا يرغم على إنجاز أكثر مما يستطيع من الأمر.
يلاحظ أن هذه المبادئ متمثلة في البرامج المطبقة في الدراسة حيث يقسم المحتوى إلى أجزاء صغيرة، يقوم الطالب بقراءتها أو مشاهدة الصور المتحركة فيها أو يسمع صوت القارئ ثم يعرض له سؤال ليجيب عنه فيتبع ذلك تغذية راجعة فورية بصحة تلك الإجابة مع تعزيزها بكلمة "أحسنت".
ويتميز التعليم المبرمج بعدة خصائص ومميزات منها:
- الدقة المتناهية في تحديد الأهداف ووصف السلوك النهائي للمتعلم.
- حصول المتعلم على التعزيز الداخلي يؤدي إلى تأكيد الاستجابة الصحيحة وزيادة الدافعية للتعلم.
- التعليم المبرمج يتيح الفرصة لكل تلميذ أن يتعلم وفق قدراته الخاصة ويساعد في تكوين التفكير المنطقي عند المتعلم بسبب خطواته المنطقية ومما لا شك أن هذا النوع من التعليم يعطي فرصة لجميع المتعلمين في التعلم الذاتي ويعمل على زيادة تفاعل المتعلمين ويقلل شيئا ما من العبء الزائد على المعلم كما يعمل على مراعاة الفروق الفردية في سرعة التعلم ثم اكتساب المتعلمين الجوانب المعرفية في المنهج.
ونشير إلى أن هذا النوع من التعليم له سلبياته أيضا بحيث لا يصل إلى تحقيق الأهداف الانفعالية والمعرفية والمهارات الأدائية.وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الملل بسبب الخطوات المتتالية التي تؤدي إلى طول البرنامج وقد يتحول التعليم المبرمج إلى عمل آلي يهتم المتعلم فيه بالإجابة بصورة آلية بكل خطوة على حدة دون مقارنتها أو ربطها بخطوة سابقة.
ويبقى التعليم المبرمج إحدى أساليب التعلم النشط التي تتيح توظيف المهارات بفعالية عالية، ولازال هذا النوع من التعلم يلقى اهتماما كبيرا من طرف علماء نفس التربية باعتباره أسلوب التعلم الأفضل، يزكي على أهميته كل من "كارل روجرز" بحكم خبرته كمعالج نفساني أن أنجح طريقة في التعليم هي تلك التي تعطي للمتعلم الحرية التامة في تنمية أفكاره وقدراته عن طريق المساهمة المسؤولة في عملية التعلم. يعتقد "كارل روجرز" أنه عندما يختار المتعلم توجيهاته بنفسه، ويكتشف مصادر تعلمه بنفسه، ويحدد مشاكله بنفسه، ويقرر مجريات نشاطه بنفسه ويعيش نتائج كل هذه الاختبارات بنفسه عندها يكون التعلم الدال قد بلغ حده، وفي نفس اتجاه "كارل روجرز" يقترح "ماسلو" طريقته في التعليم محملا المتعلم حريته ومسؤوليته التامة في عملية تعلمه، يؤمن "ماسلو" بأن الفرد يتطور عن طريق الخبرات التي تسمح أن ينمو ويرتقي بحافز تحقيق واقعه الذاتي، أو غايته الذاتية عير متأثر بأنماط السلوك الاعتيادي والسلوك الاشراطي، وتلتقي طريقة "روجرز" "وماسلو" في نقطة واحدة مآلها أن التعلم يجب أن يكون أولا وقبل كل شيء بدافع من المتعلم، وأن وظيفة المعلم أو المدرس لا تتعدى أن تكون عملية توجيهه إرشادية عند الضرورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لائـحة المراجع:
1- مجلة علوم التربية. د/محمد نفادي، معهد علم النفس وعلوم التربية. جامعة وهران/ ص:51. طبعة 1999.
2- القياس والتجريب في علم النفس والتربية: د/عبد الرحمان العيسوي(من الموقع GOOGLE)
3- سيد خير الله: النفس التعليمي، أسسه النظرية والتجريدية. القاهرة, عالم الكتب، الطبعة الثانية. 1973. الصفحة: 126.
4- كمال يوسف اسكندر:" فاعلية التعليم عن طريق المبرمج والتعليم المعتاد"، رسالة الماجيستر. كلية التربية. جامعة عين شمس 1973. ((GOOGLE
المشاهدات: