التعلم الذاتي : أسسه وأهميته
عثمان الشجاع
ظهر المهراز - فاس
مقدمـــــــــــــــــــة:
مع ازدياد التقدم في اكتشاف المعارف والمبادئ والنظريات ومع الاختصار الشديد الحاصل في المدة الزمنية التي تفصل بين الاكتشاف والتطبيق يزداد اهتمام المؤسسات التعليمية في توفير أسباب التعلم الذاتي كخطوة على طريق التربية المستمرة طوال العمر .
يعد التعلم الذاتي من أحدث المكتشفات السيكولوجية والتربوية وتطبيقاتها العملية . فعن طريقه تتوافر لكل متعلم الخبرات ، والمناخ اللازمان للتعلم، ويكتسب ما يحتاج إليه من معارف ومهارات واتجاهات ، ويلبي احتياجاته بالطريقة التي تناسب قدراته وحاجاته المهنية والعملية .
يهدف التعلم الذاتي كغيره من طرائق التعلم إلي تنمية الكافيات الأدائية العملية والأكاديمية .وتحقيقاً لهذه الأهداف يلعب المعلم دوراً تنظيمياً توجيهياً لتنظيم عمليات التعلم ، والنماء ، والتطور . بحيث يكون المتعلم محور العملية ونتاجها. إن دور المعلم ينتقل من دور المصدر الأساسي الوحيد لعمليات التعلم، إلى دور المنظم والمرشد الذي يقدم خدماته عندما يتطلب الموقف ذلك.
والتعلم الذاتي هو من أهم أساليب التعلم التي تتيح توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية مما يسهم في تطوير الإنسان سلوكياً ومعرفياً ووجدانياً ، وتزويده بسلاح هام يمكنه من استيعاب معطيات العصر القادم ،فالمتعلم هو الذي يقرر متى ، وأين يبدأ ، ومتى ينتهي ، وأي الوسائل والبدائل يختار ،ومن ثم يصبح المسؤول عن تعلمه، وعن النتائج والقرارات التي يتخذها .
تعريف التعلم الذاتي :
يعرف التعلم الذاتي بأنه- العملية الإجرائية المقصودة التي يحاول فيها المتعلم أن يكتسب بنفسه القدر المقنن من المعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات والقيم عن طريق الممارسات والمهارات الذي يحددها البرنامج الذي بين يديه .
كما يعرف التعلم الذاتي بأنه النشاط التعلمي الذي يقوم به المتعلم مدفوعا ًبرغبته الذاتيه بهدف تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته مستجيباً لميوله واهتماماته بما يحقق تنمية شخصيته وتكاملها .
وتوجد تعاريف عديدة للتعلم الذاتي وتتفق كلها على ان المتعلم هو محور العملية التعليمية كما أنه يقوم بتعليم نفسه بنفسه ويختار طريقة دراسته ويتقدم فيها وفقاً لقدرته وسرعته الذاتية.
الأساس النفسي والتربوي لبرنامج التعلم الذاتي:
أ- اعتبار أن كل تلميذ حالة خاصة في تعلمه -ب- مراعات الفروق الفردية في التعلم -ت- التحديد الدقيق للسلوك المبدئي للتلميذ
ث- التحديد الدقيق للسلوك النهائي للتلميذ -ج- مراعاة السرعة الذاتية لكل تلميذ أثناء التعلم -ح- تقسيم المادة التعليمية إلى خطوات صغيرة هادفة
خ- التسلسل المنطقي للخطوات التعليمية وتكاملها -د- التعزيز الفوري ، والتغذية الراجعة بعد كل خطوة
ذ- الإيجابية والمشاركة في التعلمر-ر- حرية الحركة أثناء التعليم وحرية الاختيار لمواد التعلم أساسيان في عملية التعل
أهمية التعلم الذاتي :
1- إن التعلم الذاتي كان وما يزال يلقى اهتماما كبيراً من علماء النفس والتربية ، باعتباره أسلوب التعلم الأفضل ، لأنه يحقق لكل متعلم تعلما يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم ويعتمد على دافعيته للتعلم .
2- يأخذ المتعلم دورا إيجابيا ونشيطاً في التعلم .
3- يمّكن التعلم الذاتي المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة .
4- إعداد الأبناء للمستقبل وتعويدهم تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم .
5- تدريب التلاميذ على حل المشكلات ، وإيجاد بيئة خصبة للإبداع .
6- إن العالم يشهد انفجارا معرفيا متطورا باستمرار لا تستوعبه نظم التعلم وطرائقها مما يحتم وجود استراتيجية تمكن المتعلم من إتقان مهارات التعلم الذاتي ليستمر التعلم معه خارج المدرسة وحتى مدى الحياة .
فــوائـد التعليــم الـذاتــي:
أ- يكون الطالب فيها صانع عملية التعلم- ب- بالمبادرة الذاتية من الطالب نفسه.- ت- يحدد الطالب فيها الأهداف ويصيغ الأسئلة.
ث- يحقق الأهداف التي خطط لها بذاته من خلال أنشطة يقوم بها.- ج- ترتبط بميول الطالب واهتماماته.
ح- تتطلب ثقة عالية بالنفس،ورغبة في تحسين الذات .
العوامل التي تثيردافعية المتعلم وتشجعه على التعلم الذاتي:
(الأنشطة التعليمية ):
1- اختيار الأنشطة التعليمية بناء على اهتمامات واحتياجات المتعلم .
2- أنشطة مفتوحة ،تسمح بالتنوع (أكثر من إجابة صحيحة – تعدد مصادر التعلم ) .
3- فرص إبداعية تشجع على التعبير الذاتي بطرق متعددة .
4- أنشطة ومهام ، تنمي مهارات البحث وحل المشكلات .
(تنظيم وإدارة الفصل ) :
1-توفيرمناخ تعاوني يهتم بالأداء الفردي -2- توفير مصادر متعددة -3- توفير الوقت اللازم ﻹتمان ﺃنشطة.
-4-الاتفاق على أهداف معينة تكون واضحة للمتعلم . -5- وضع مجموعة من قواعد العمل تكون مفهومة ومقبولة للمتعلم.
-6- نظام للإثابة عند أداء المهام .
(التقييم ) :
-1- التقييم باستخدام معايير موضوعية محددة .-2- التقييم بشكل خاص وليس عام .-3- التغذية المرتدة المباشرة والمتكررة بناء على أداء المتعلمين .
-4- إتاحة الفرصة للمتعلمين للتفكير في أعمالهم وتقييمها .-5- قياس النجاح بناء على الجهد المبذول وليس على أساس القدرة.
أنماط التعلم الذاتي :
1- التعلم الذاتي المبرمج :
يتم بدون مساعدة من المعلم ويقوم المتعلم بنفسه باكتساب قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحددها البرنامج الذي بين يديه من خلال وسائط وتقنيات التعلم ( مواد تعليمية مطبوعة أو مبرمجة على الحاسوب أو على أشرطة صوتية أو مرئية في موضوع معين أو مادة أو جزء من مادة ) .
أ - البرمجة الخطية :
وتقوم على تحليل المادة الدراسية إلى أجزاء تسمى كل منها إطارا وتتوالى في خط مستقيم وتقدم الأسئلة بحيث يفكر المتعلم ويكتب إجابته ثم ينتقل إلى الإطار التالي حيث يجد الإجابة الصحيحة ثم يتابع وهكذا ...
ب - البرمجة التفريعية :
وهنا الإطارات تتصل بإطارات فرعية تضم أكثر من فكرة ، ويكون السؤال من نمط الاختيار من متعدد ، والمتعلم يختار الإجابة فإذا كانت صحيحة يأخذ الإطار التالي في التتابع الرئيسي ، وإذا كانت الإجابة غير صحيحة يأخذ الإطار الذي يفسر له الخطأ من بين الإطارات الفرعية ثم يوجه لإطار عمل محاولات أخرى لاختيار الإجابة الصحيحة وبعد المرور على الإطار العلاجي يعود إلى الإطار الرئيسي ويتابع .
مآخذ على هذه الطريقة :
1- السيطرة اللفظية على المادة التعليمية .-2- إلغاء تفاعل الفرد مع الجماعة .-3- تقديم خبرة واحدة وعدم التجديد والابتكار لدى المتعلمين .
2- التعلم الذاتي بالحاسب الآلي :
يعد الحاسوب مثالياً للتعلم الذاتي ، يراعي الفروق الفردية والسرعة الذاتية للمتعلم وتوجد برامج كثيرة متخصصة لإرشاد المتعلم والإجابة عن أسئلته في ميدان اختصاصه وبرامج الألعاب ( معلومات ومهارات عديدة ) بمستويات مختلفة عندما يتقن المستوى الأول ينتقل للمستوى الثاني
النقد الموجه لهذه الطريقة :
1- ارتفاع تكلفة الأجهزة والبرامج .-2- إغفال الجانب الإنساني .-3- التفاعل بين المتعلم والجهاز .
3- التعلم الذاتي بالحقائب والرزم التعليمية :
الحقيبة التعليمية برنامج محكم التنظيم ؛ يقترح مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية التي تساعد في تحقيق أهداف محددة ، معتمدة على مبادئ التعلم الذاتي الذي يمكّن المتعلم من التفاعل مع المادة حسب قدرته باتباع مسار معين في التعلم.
4- برامج الوحدات المصغرة :
تتكون هذه البرامج من وحدات محددة ومنظمة بشكل متتابع ، يترك فيها للمتعلم حرية التقدم والتعلم وفق سرعته الذاتية ، ولتحقيق هذا الهدف تم تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة لكل وحدة أهدافها السلوكية المحددة ، ولتحديد نقطة الانطلاق المناسبة للتعلم يتم اجتياز اختبارات متعددة ، وبعد إنجاز تعلم الوحدة يجتاز اختبارا تقويميا لتحديد مدى الاستعداد للانتقال إلى الوحدة التالية.
5 - برامج التربية الموجهة للفرد :
تقسم مناهج كل مادة في هذه البرامج إلى مستويات أربعة ( أ - ب - ج - د ) وينتقل المتعلم من مستوى إلى آخر بعد إتقان المستوى السابق لكل مادة على حدة وفق سرعته الذاتية وبالأسلوب الذي يرغب به ويلائم خصائصه وإمكاناته ، ويشترك المعلم والمتعلم في تحديد الأهداف والأنشطة والتقويم .
6- أسلوب التعلم للإتقان :
ويتم هذا التعلم وفق ثلاث مراحل أساسية هي :
1- مرحلة الإعداد :
وتتضمن تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة وذات أهداف سلوكية وإعداد دليل للدراسة مع أكثر من نموذج للاختبارات النهائية .
2- مرحلة التعلم الفعلي :
وتتضمن هذه المرحلة دراسة المادة العلمية لكل وحدة واستيعابها ، ولا يتم الانتقال من وحدة إلى أخرى إلا بعد إتقان الوحدة السابقة .
3- مرحلة التحقق من إتقان التعلم :
تهدف إلى التأكد من تحقيق كل الأهداف المحددة لكل وحدة دراسية أو للمقرر وبدرجة من الإتقان ، وتتضمن إجراء التقويم الختامي لكل وحدة دراسية ، ويتم تصحيح الاختبار فوريا ويعلم المتعلم بنتائج الأداء ، وإذا اجتاز الاختبار بنجاح ينتقل للوحدة التالية وتتضمن هذه المرحلة استخدام التعلم العلاجي حيث يقدم للمتعلم الذي أخفق في الاختبار النهائي للوحدة إما بإعادة دراسة الوحدة مرة أخرى أو بتزويد المتعلم بمعلومات بديلة كمشاهدة أفلام تعليمية أو محاضرات معينة كما يتضمن تقويما ختاميا لجميع وحدات المقرر ؛ فإذا وصل المتعلم إلى المستوى المطلوب ينجح في المقرر. أما إذا حصل العكس فإنه يكلّف مرة أخرى بإعادة المقرر أو يكلف بأنشطة علاجية .
دور المعلم في التعلم الذاتي :
يبتعد دور المعلم في ظل استراتيجية التعلم الذاتي عن دوره التقليدي في نقل المعرفة وتلقين الطلبة ، ويأخذ دور الموجه والمرشد والناصح لتلاميذه ويظهر دور المعلم في التعلم الذاتي كما يلي :
1- التعرف على قدرات المتعلمين وميولهم واتجاهاتهم من خلال الملاحظة المباشرة والاختبارات التقويمية البنائية والختامية والتشخيصية ، وتقديم العون للمتعلم في تطوير قدراته وتنمية ميوله واتجاهاته .
2- إعداد المواد التعليمية اللازمة مثل الرزم التعليمية ، مصادر التعلم ، وتوظيف التقنيات الحديثة كالتلفاز ، الأفلام ، الحاسوب في التعلم الذاتي .
3- توجيه الطلبة لاختيار أهداف تتناسب مع نقطة البدء التي حددها الاختبار التشخيصي .
4- تدريب الطلبة على المهارات المكتبية وتشمل : مهارة الوصول إلى المعلومات والمعارف ومصادر التعلم ومهارة الاستخدام العلمي للمصادر ، ومهارة استخدام المعينات التربوية المتوافرة في مكتبة المدرسة أو خارجها .
5- وضع الخطط العلاجية التي تمكن الطالب من سد الثغرات واستكمال الخبرات اللازمة له .
الخاتمة :
تشير معظم بحوث علماء النفس إلى أن التعليم الفعال هو التعلم الذي يقوم المتعلم باكتشافه، لا الذي يقوم باستقباله. فإذا لم يتوافر الاستعداد، فلن يحدث التعلم، وإذا حدث، فسيكون ضعيفاً سرعان ما تزول نتائجه. هذا ما تؤكده بحوث علم النفس ؛ لذا يجب على المعلم أن ينظم تعلم طلابه بحيث يقوم على توظيف جميع أنواع التفكير ، ومستوياته .
هذا العمل يبين الجانب النظري لمفهوم التعلم الذاتي ، وضرورة استخدامه على أرض الواقع ،ضمن إطار المقرر الدراسي ، ومنهجية تطوير التعليم.
عثمان الشجاع
ظهر المهراز - فاس
مقدمـــــــــــــــــــة:
مع ازدياد التقدم في اكتشاف المعارف والمبادئ والنظريات ومع الاختصار الشديد الحاصل في المدة الزمنية التي تفصل بين الاكتشاف والتطبيق يزداد اهتمام المؤسسات التعليمية في توفير أسباب التعلم الذاتي كخطوة على طريق التربية المستمرة طوال العمر .
يعد التعلم الذاتي من أحدث المكتشفات السيكولوجية والتربوية وتطبيقاتها العملية . فعن طريقه تتوافر لكل متعلم الخبرات ، والمناخ اللازمان للتعلم، ويكتسب ما يحتاج إليه من معارف ومهارات واتجاهات ، ويلبي احتياجاته بالطريقة التي تناسب قدراته وحاجاته المهنية والعملية .
يهدف التعلم الذاتي كغيره من طرائق التعلم إلي تنمية الكافيات الأدائية العملية والأكاديمية .وتحقيقاً لهذه الأهداف يلعب المعلم دوراً تنظيمياً توجيهياً لتنظيم عمليات التعلم ، والنماء ، والتطور . بحيث يكون المتعلم محور العملية ونتاجها. إن دور المعلم ينتقل من دور المصدر الأساسي الوحيد لعمليات التعلم، إلى دور المنظم والمرشد الذي يقدم خدماته عندما يتطلب الموقف ذلك.
والتعلم الذاتي هو من أهم أساليب التعلم التي تتيح توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية مما يسهم في تطوير الإنسان سلوكياً ومعرفياً ووجدانياً ، وتزويده بسلاح هام يمكنه من استيعاب معطيات العصر القادم ،فالمتعلم هو الذي يقرر متى ، وأين يبدأ ، ومتى ينتهي ، وأي الوسائل والبدائل يختار ،ومن ثم يصبح المسؤول عن تعلمه، وعن النتائج والقرارات التي يتخذها .
تعريف التعلم الذاتي :
يعرف التعلم الذاتي بأنه- العملية الإجرائية المقصودة التي يحاول فيها المتعلم أن يكتسب بنفسه القدر المقنن من المعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات والقيم عن طريق الممارسات والمهارات الذي يحددها البرنامج الذي بين يديه .
كما يعرف التعلم الذاتي بأنه النشاط التعلمي الذي يقوم به المتعلم مدفوعا ًبرغبته الذاتيه بهدف تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته مستجيباً لميوله واهتماماته بما يحقق تنمية شخصيته وتكاملها .
وتوجد تعاريف عديدة للتعلم الذاتي وتتفق كلها على ان المتعلم هو محور العملية التعليمية كما أنه يقوم بتعليم نفسه بنفسه ويختار طريقة دراسته ويتقدم فيها وفقاً لقدرته وسرعته الذاتية.
الأساس النفسي والتربوي لبرنامج التعلم الذاتي:
أ- اعتبار أن كل تلميذ حالة خاصة في تعلمه -ب- مراعات الفروق الفردية في التعلم -ت- التحديد الدقيق للسلوك المبدئي للتلميذ
ث- التحديد الدقيق للسلوك النهائي للتلميذ -ج- مراعاة السرعة الذاتية لكل تلميذ أثناء التعلم -ح- تقسيم المادة التعليمية إلى خطوات صغيرة هادفة
خ- التسلسل المنطقي للخطوات التعليمية وتكاملها -د- التعزيز الفوري ، والتغذية الراجعة بعد كل خطوة
ذ- الإيجابية والمشاركة في التعلمر-ر- حرية الحركة أثناء التعليم وحرية الاختيار لمواد التعلم أساسيان في عملية التعل
أهمية التعلم الذاتي :
1- إن التعلم الذاتي كان وما يزال يلقى اهتماما كبيراً من علماء النفس والتربية ، باعتباره أسلوب التعلم الأفضل ، لأنه يحقق لكل متعلم تعلما يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم ويعتمد على دافعيته للتعلم .
2- يأخذ المتعلم دورا إيجابيا ونشيطاً في التعلم .
3- يمّكن التعلم الذاتي المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة .
4- إعداد الأبناء للمستقبل وتعويدهم تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم .
5- تدريب التلاميذ على حل المشكلات ، وإيجاد بيئة خصبة للإبداع .
6- إن العالم يشهد انفجارا معرفيا متطورا باستمرار لا تستوعبه نظم التعلم وطرائقها مما يحتم وجود استراتيجية تمكن المتعلم من إتقان مهارات التعلم الذاتي ليستمر التعلم معه خارج المدرسة وحتى مدى الحياة .
فــوائـد التعليــم الـذاتــي:
أ- يكون الطالب فيها صانع عملية التعلم- ب- بالمبادرة الذاتية من الطالب نفسه.- ت- يحدد الطالب فيها الأهداف ويصيغ الأسئلة.
ث- يحقق الأهداف التي خطط لها بذاته من خلال أنشطة يقوم بها.- ج- ترتبط بميول الطالب واهتماماته.
ح- تتطلب ثقة عالية بالنفس،ورغبة في تحسين الذات .
العوامل التي تثيردافعية المتعلم وتشجعه على التعلم الذاتي:
(الأنشطة التعليمية ):
1- اختيار الأنشطة التعليمية بناء على اهتمامات واحتياجات المتعلم .
2- أنشطة مفتوحة ،تسمح بالتنوع (أكثر من إجابة صحيحة – تعدد مصادر التعلم ) .
3- فرص إبداعية تشجع على التعبير الذاتي بطرق متعددة .
4- أنشطة ومهام ، تنمي مهارات البحث وحل المشكلات .
(تنظيم وإدارة الفصل ) :
1-توفيرمناخ تعاوني يهتم بالأداء الفردي -2- توفير مصادر متعددة -3- توفير الوقت اللازم ﻹتمان ﺃنشطة.
-4-الاتفاق على أهداف معينة تكون واضحة للمتعلم . -5- وضع مجموعة من قواعد العمل تكون مفهومة ومقبولة للمتعلم.
-6- نظام للإثابة عند أداء المهام .
(التقييم ) :
-1- التقييم باستخدام معايير موضوعية محددة .-2- التقييم بشكل خاص وليس عام .-3- التغذية المرتدة المباشرة والمتكررة بناء على أداء المتعلمين .
-4- إتاحة الفرصة للمتعلمين للتفكير في أعمالهم وتقييمها .-5- قياس النجاح بناء على الجهد المبذول وليس على أساس القدرة.
أنماط التعلم الذاتي :
1- التعلم الذاتي المبرمج :
يتم بدون مساعدة من المعلم ويقوم المتعلم بنفسه باكتساب قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحددها البرنامج الذي بين يديه من خلال وسائط وتقنيات التعلم ( مواد تعليمية مطبوعة أو مبرمجة على الحاسوب أو على أشرطة صوتية أو مرئية في موضوع معين أو مادة أو جزء من مادة ) .
أ - البرمجة الخطية :
وتقوم على تحليل المادة الدراسية إلى أجزاء تسمى كل منها إطارا وتتوالى في خط مستقيم وتقدم الأسئلة بحيث يفكر المتعلم ويكتب إجابته ثم ينتقل إلى الإطار التالي حيث يجد الإجابة الصحيحة ثم يتابع وهكذا ...
ب - البرمجة التفريعية :
وهنا الإطارات تتصل بإطارات فرعية تضم أكثر من فكرة ، ويكون السؤال من نمط الاختيار من متعدد ، والمتعلم يختار الإجابة فإذا كانت صحيحة يأخذ الإطار التالي في التتابع الرئيسي ، وإذا كانت الإجابة غير صحيحة يأخذ الإطار الذي يفسر له الخطأ من بين الإطارات الفرعية ثم يوجه لإطار عمل محاولات أخرى لاختيار الإجابة الصحيحة وبعد المرور على الإطار العلاجي يعود إلى الإطار الرئيسي ويتابع .
مآخذ على هذه الطريقة :
1- السيطرة اللفظية على المادة التعليمية .-2- إلغاء تفاعل الفرد مع الجماعة .-3- تقديم خبرة واحدة وعدم التجديد والابتكار لدى المتعلمين .
2- التعلم الذاتي بالحاسب الآلي :
يعد الحاسوب مثالياً للتعلم الذاتي ، يراعي الفروق الفردية والسرعة الذاتية للمتعلم وتوجد برامج كثيرة متخصصة لإرشاد المتعلم والإجابة عن أسئلته في ميدان اختصاصه وبرامج الألعاب ( معلومات ومهارات عديدة ) بمستويات مختلفة عندما يتقن المستوى الأول ينتقل للمستوى الثاني
النقد الموجه لهذه الطريقة :
1- ارتفاع تكلفة الأجهزة والبرامج .-2- إغفال الجانب الإنساني .-3- التفاعل بين المتعلم والجهاز .
3- التعلم الذاتي بالحقائب والرزم التعليمية :
الحقيبة التعليمية برنامج محكم التنظيم ؛ يقترح مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية التي تساعد في تحقيق أهداف محددة ، معتمدة على مبادئ التعلم الذاتي الذي يمكّن المتعلم من التفاعل مع المادة حسب قدرته باتباع مسار معين في التعلم.
4- برامج الوحدات المصغرة :
تتكون هذه البرامج من وحدات محددة ومنظمة بشكل متتابع ، يترك فيها للمتعلم حرية التقدم والتعلم وفق سرعته الذاتية ، ولتحقيق هذا الهدف تم تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة لكل وحدة أهدافها السلوكية المحددة ، ولتحديد نقطة الانطلاق المناسبة للتعلم يتم اجتياز اختبارات متعددة ، وبعد إنجاز تعلم الوحدة يجتاز اختبارا تقويميا لتحديد مدى الاستعداد للانتقال إلى الوحدة التالية.
5 - برامج التربية الموجهة للفرد :
تقسم مناهج كل مادة في هذه البرامج إلى مستويات أربعة ( أ - ب - ج - د ) وينتقل المتعلم من مستوى إلى آخر بعد إتقان المستوى السابق لكل مادة على حدة وفق سرعته الذاتية وبالأسلوب الذي يرغب به ويلائم خصائصه وإمكاناته ، ويشترك المعلم والمتعلم في تحديد الأهداف والأنشطة والتقويم .
6- أسلوب التعلم للإتقان :
ويتم هذا التعلم وفق ثلاث مراحل أساسية هي :
1- مرحلة الإعداد :
وتتضمن تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة وذات أهداف سلوكية وإعداد دليل للدراسة مع أكثر من نموذج للاختبارات النهائية .
2- مرحلة التعلم الفعلي :
وتتضمن هذه المرحلة دراسة المادة العلمية لكل وحدة واستيعابها ، ولا يتم الانتقال من وحدة إلى أخرى إلا بعد إتقان الوحدة السابقة .
3- مرحلة التحقق من إتقان التعلم :
تهدف إلى التأكد من تحقيق كل الأهداف المحددة لكل وحدة دراسية أو للمقرر وبدرجة من الإتقان ، وتتضمن إجراء التقويم الختامي لكل وحدة دراسية ، ويتم تصحيح الاختبار فوريا ويعلم المتعلم بنتائج الأداء ، وإذا اجتاز الاختبار بنجاح ينتقل للوحدة التالية وتتضمن هذه المرحلة استخدام التعلم العلاجي حيث يقدم للمتعلم الذي أخفق في الاختبار النهائي للوحدة إما بإعادة دراسة الوحدة مرة أخرى أو بتزويد المتعلم بمعلومات بديلة كمشاهدة أفلام تعليمية أو محاضرات معينة كما يتضمن تقويما ختاميا لجميع وحدات المقرر ؛ فإذا وصل المتعلم إلى المستوى المطلوب ينجح في المقرر. أما إذا حصل العكس فإنه يكلّف مرة أخرى بإعادة المقرر أو يكلف بأنشطة علاجية .
دور المعلم في التعلم الذاتي :
يبتعد دور المعلم في ظل استراتيجية التعلم الذاتي عن دوره التقليدي في نقل المعرفة وتلقين الطلبة ، ويأخذ دور الموجه والمرشد والناصح لتلاميذه ويظهر دور المعلم في التعلم الذاتي كما يلي :
1- التعرف على قدرات المتعلمين وميولهم واتجاهاتهم من خلال الملاحظة المباشرة والاختبارات التقويمية البنائية والختامية والتشخيصية ، وتقديم العون للمتعلم في تطوير قدراته وتنمية ميوله واتجاهاته .
2- إعداد المواد التعليمية اللازمة مثل الرزم التعليمية ، مصادر التعلم ، وتوظيف التقنيات الحديثة كالتلفاز ، الأفلام ، الحاسوب في التعلم الذاتي .
3- توجيه الطلبة لاختيار أهداف تتناسب مع نقطة البدء التي حددها الاختبار التشخيصي .
4- تدريب الطلبة على المهارات المكتبية وتشمل : مهارة الوصول إلى المعلومات والمعارف ومصادر التعلم ومهارة الاستخدام العلمي للمصادر ، ومهارة استخدام المعينات التربوية المتوافرة في مكتبة المدرسة أو خارجها .
5- وضع الخطط العلاجية التي تمكن الطالب من سد الثغرات واستكمال الخبرات اللازمة له .
الخاتمة :
تشير معظم بحوث علماء النفس إلى أن التعليم الفعال هو التعلم الذي يقوم المتعلم باكتشافه، لا الذي يقوم باستقباله. فإذا لم يتوافر الاستعداد، فلن يحدث التعلم، وإذا حدث، فسيكون ضعيفاً سرعان ما تزول نتائجه. هذا ما تؤكده بحوث علم النفس ؛ لذا يجب على المعلم أن ينظم تعلم طلابه بحيث يقوم على توظيف جميع أنواع التفكير ، ومستوياته .
هذا العمل يبين الجانب النظري لمفهوم التعلم الذاتي ، وضرورة استخدامه على أرض الواقع ،ضمن إطار المقرر الدراسي ، ومنهجية تطوير التعليم.
المشاهدات: