الأربعاء، 13 مارس 2013

التعليم الحديث وتقنيات التبليغ

التعليم الحديث وتقنيات التبليغ
الموضوع من إنجاز: حسن أومزيان
ظهر المهراز - فاس

مقدمة :
لقد كان التعليم قديما يعتمد بيداغوجيا تقليدية و طرائق قوامها التلقين و شحن المتعلم بمعارف عديدة لا فائدة ترجى من ورائها في الغالب و مع مرور الزمن و تراكم التجارب التربوية و التقدم الحضاري الهائل للإنسانية بثورته الرقمية ،ظهرت قنوات تعليمية حديثة لم تكن لتخطر بالبال في الماضي القريب مثل التعليم بواسطة الحاسوب أو عن طريق الانترنت أو عبر القنوات التلفزيونية المتخصصة في مجال التربية والتعليم .
فما مدى فعالية هذه التقنيات الحديثة، و إلى أي حد استطاعت تجاوز الأساليب البيداغوجية التقليدية؟
1- خصائص البيداغوجية التقليدية:
تقوم البيداغوجية التقليدية على مبدأ التراكم الكمي للمعارف المقدمة من طرف المدرس عن طريق الحفظ و الاستظهار ، ويكون للمدرس حق الضبط والتقويم و المعاقبة على الخطأ.
و التعلم حسب هدا النموذج لا يتجاوز اكتساب المعلومات و المحتويات، و معايير التقويم هي الحفظ والاستظهار.أي أن هذا الأسلوب يركز على المحتوى مع إقصاء أو تجاهل للسيرورات الذهنية الموظفة في التعلم(مبحث السيكولوجيا المعرفية).

II- التعليم و التعلم بواسطة التقنيات الحديثة:

ارتبط ظهور التقنيات الحديثة في التعليم و التعلم أساسا بالثورة الرقمية ،فظهرت إلى جانب المعرفة الورقية ما أضحى يسمى بالمعرفة الرقمية، الشيء الذي رافقه تطور في الأساليب البيداغوجية حيث ظهرت مجموعة من المفاهيم كالتكوين الذاتي، التعليم المبرمج ،التربية المعرفية...

1-1 الانترنت و التعليم المبرمج:

لقد اقتحم الانترنت ميدان التعليم في الآونة الأخيرة فظهر ما يسمى:التربية عن طريق الانترنت. وذلك من خلال دروس تعليمية في معظم الاختصاصات،و لسهولة الدراسة و البحت اخترنا موقع FIRDOUS.COM كمثال.
موقع FIRDOUS.COM :
يختص هذا الموقع في تقديم دروس بمستويات مختلفة في اللغة العربية،و يعتمد طريقتين في التقديم:
الطريقة الأولى :
• يتم عرض الدرس.
• توجد صفحة تقدم قاموسا مكتوبا مع إمكانية سماع نطق الكلمة.
• صفحة تتضمن تمارين على المتعلم انجازها.
• صفحة تقدم الحل.

كما يضع الموقع رهن إشارة المتعلم قاموسا لترجمة الكلمات من اللغة العربية إلى الفرنسية و العكس.

الطريقة الثانية :

تتمثل هذه الطريقة في إمكان المشاركة في دروس تعليمية في اللغة العربية عن طريق الارتباط عبر الشبكة بقسم افتراضي متفاعل virtuel interactif ينشطه أستاذ في اللغة العربية ميزات القسم الالكتروني أو القسم الافتراضي:
1- يمكن للمتعلم أن يلج الفصل الافتراضي في الوقت الذي يختاره فهذه الأقسام تبقى مفتوحة.
2- يوفر التعليم الالكتروني جوا نفسيا مريحا جدا.
3- إمكانية التحاور مع المدرس بحرية من خلال الدردشة أو الرسائل الالكترونية e*mail أو عن طريق تقنية web*cam .
4- إمكانية التعلم لساعات طوال و مراجعة الدرس في الوقت الذي يناسبه دون خوف أو إكراه، وهذا يناسب المتعلمين البطيئين.
و من فوائد الانترنت كذلك نضيف :

* ولوجيه المعلومة بأقل جهد و تذليل كافة الصعوبات المرتبطة بولوج المعلومة إذ يمثل
بنكا للمعلومات.
* يتسم بطابع الشمولية و الإعلامية من حيث الدفق المعلوماتي الذي يميزه.
* طابع الإمتاع من خلال الإبحار سعيا إلى إيجاد المعلومة المنشودة.
* التمرن الذهني (شحذ الذاكرة...)
* طابع الامتداد : المتعلم باستطاعته أن يستكمل أنشطته التي باشرها في المؤسسة.
* الطابع اللعبي حيت يمكن الانترنت المتعلم من تنمية كفايات و مهارات معينة من خلال
التمارين المقدمة على شكل العاب.

الدردشة chat :

بظهور الانترنت و انتشارها داخل البيوت أو عبر مقاهي الانترنت أصبح بإمكان المتعلمين النقاش و التحاور مع محاورين من اختيارهم.ويمكن اعتبار الدردشة طريقة تعليمية من مميزاتها:

 - التواصل بين الأفراد سواء داخل البلد أو خارجه.
 - تبادل الآراء و المواقف و المعارف و معلومات مع إفراد انترنيت.
 -تدريب مستعمليه على مجموعة من التقنيات المرتبطة بعملية التواصل و هي تقنيان متنوعة بتنوع المتخاطبين و السياقات.
 -توفير جو سيكولوجي مريح ليس فيه اكراهات أو احراجات.

3-القنوات الفضائية:

من بين الفوائد الجليلة للثورة الرقمية ظهور قنوات فضائية تلفزيونية متخصصة، و تقدم دروسا يمكن أن يستفيد منها المتعلم، ويعاد بت هذه الدروس.

و للتعليم عن طريق التلفاز خصائص منها:

 -الآنية و الفورية.
 -الواقعية العملية.
 -اختيار البرامج.....

من أمثلة ذلك برنامج ألف لام المقدم من طرف القناة الأولى المغربية و برامج أخرى مقدمة على قنوات التربية المصرية،الرابعة المغربية.

من خلال ما سبق يتضح جليا أن مكانة المتعلم قد تغيرت إذ انتقل من مجرد مستقبل للمعارف إلى طرف فاعل ومتفاعل يبني معارفه وكفاياته بنفسه.

خاتمة :

نظرا للأهمية البالغة التي أصبحت التقنيات الحديثة تحظى بها في الوقت الراهن وبخاصة في مجال التربية،ووعيا من القيمين على هذا الميدان بضرورة استعمال هذه التقنيات كأداة بيداغواجية ناجحة،نلاحظ حاليا،سعيا حثيثا إلى محاولة تعميمها بالتدريج على كافة المؤسسات المدرسية،ولابد أن نشير إلى الدور الذي تلعبه بعض جمعيات المجتمع المدني )مؤسسة محمد السادس مثلا( في مد المؤسسات المدرسية و المدرسين العاملين بها بالحواسيب و مساعدتها على ولوج عالم الانترنيت مما سوف لن يدع موطئ قدم للطرق التقليدية ذات الفائدة شبه المنعدمة.
المشاهدات:


تعليقات
0 تعليقات

0 commentaires:

إرسال تعليق

أخي / أختي ، لا تتردد في ترك تعليقك