من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني
مقـــدمة:
اصبح الحاسوب وتطبيقاته جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات العصرية. وقد أخذت تقنية المعلومات المبنية حول الحاسوب تغزو كل مرفق من مرافق الحياة. فاستطاعت هذه التقنية أن تغيّر أوجه الحياة المختلفة في زمن قياسي. ثم ***ت شبكة الإنترنت من رحم هذه التقنية فأحدثت طوفاناً معلوماتياً. وأصبحت المسافة
بين المعلومة والمتصفح أقرب من المسافة التي تفصله عن مفتاح جهاز الحاسوب. وأما زمن الوصول إليها فأصبح بالدقائق والثواني. فكان لزاماً على كل مجتمع يريد اللحاق بالعصر المعلوماتي أن ينشئ أجياله على تعلّم الحاسوب وتقنياته ويؤهلهم لمجابهة التغيّرات المتسارعة في هذا العصر. لذا فقد قامت بعض الدول بوضع خطط معلوماتية استراتيجية ومن ضمنها جعل الحاسوب وشبكة الإنترنت عنصراً أساسياً في المنهج التعليمي. وتختلف خطط إدخال المعلوماتية في التعليم تبعاً لاختلاف الدول. وعلى أي حال فإن التوجه العام حالياً هو الانتقال من تدريس علوم الحاسب الآلي نحو الاهتمام بالتخطيط لزيادة التدريس المعتمد على المعلوماتية عبر المناهج الدراسية.
ملخص الموضوع:
للتقنيات الحديثة أهميتها التعليمية في عصرنا الحاضر، وكذلك للتعليم التقليدي دوره الفعال في العملية التعليمية، مما يدعوا إلى دراسة هاتين الوسيلتين ومدى أهميتهما في تعليم الجمهور وما تحققانه من إشباع لمعارف و مكتسباتهم المعرفية. وتنبع أهمية هذا التقرير من الدور والأهمية التي أصبحت للأنترنت في مجال التعليم وكذلك من الدور الذي تلعبه الانترنيت في تعلم المتصفح وكذلك المساهمة في تعليم الآخر عن طريق إنشاء مواضيع يتعلم منها المبحر عبر الشبكة، كما أن استخدام هذه الوسيلة وشيوعها في الوطن العربي أدى إلى ضرورة بحثية مفادها التعرف على استخدامات شبكة المعلومات وذلك لتقييم الوضع العلمي في إطار هذه الظاهرة سعياً إلى أيجاد صورة مكتملة تستهدف التقييم ووضع الخطط والاستراتيجيات.
-1- من التعليم التقليدي إلى التعليم باستخدام الإنترنت
إذا نظرنا إلى التعليم من زاوية حاسوبية ، فإن هناك ثلاثة أنواع من التعليم وجدت عبر الزمن حتى وقتنا الحاضر، التعليم التقليدي والتعليم باستخدام الحاسوب والتعليم باستخدام الإنترنت؛ وسنتطرق إلى الوسيلة الأولى والاخيرة نظرا لكثرة المعلومات المتوفرة حول التعليم باستخدام الحاسوب وكذا التقيد بعدد الصفحات المسموح بها في انجاز هذا التقرير.
-أ- التعليم التقليدي:
يرتكز التعليم التقليدي على ثلاثة محاور أساسية ، وهي: المعلم والمتعلّم والمعلومة. وقد وجد التعليم التقليدي منذ القدم وهو مستمر حتى وقتنا الحاضر. ولا نعتقد أنه يمكن الاستغناء عنه بالكلّية لما له من إيجابيات لا يمكن أن يوجدها أي بديل آخر. فمن أهم إيجابياته التقاء المعلم والمتعلّم وجهاً لوجه. وكما هو معلوم في وسائل الاتصال فهذه أقوى وسيلة للاتصال ونقل المعلومة بين شخصين. ففيها تجتمع الصورة والصوت بالمشاعر والأحاسيس ، حيث تؤثر على الرسالة والموقف التعليمي كاملاً وتتأثر به وبذلك يمكن تعديل الرسالة وبهذا يتم تعديل السلوك ويحدث النمو أي تحدث عملية التعلّم. لكن في العصر الحاضر يواجه التعليم التقليدي منفرداً بعض المشكلات منها: 1- الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطلبة. 2- قلة أعداد المعلمين المؤهلين تربوياً. 3- الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعب في التعليم. 4- القصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب. فالمعلم ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد ، مما قد لا يمكّن بعض المتعلّمين من متابعته بنفس السرعة. مع بروز مثل هذه المشكلات ، فإن الحاجة تدعو إلى استخدام وسائل تعليمية تساعد على التخفيف من آثارها فظهر التعليم الإلكتروني كبديل له لكن هذا الأخير له سلبياته بجانب ايجابياته فما هو التعليم الإلكتروني وما هي سلبياته وما هي ايجابياته؟
-ب- التعليم والتعلم بواسطة التقنيات الحديثة:
أكيد أنه عندما نتحدث عن التعليم بواسطة التقنيات الحديثة فإننا نتحدث عن التعليم الذاتي وأيضا يمكن أن نصوغ في هذا السياق التعليم عن بعد وبصفة عامة التعليم الإلكتروني فما المقصود بالتعليم الذاتي والتعليم عن بعد؟ التعليم الذاتي جزء من التعليم الإلكتروني، ومعناه ان يقوم المتعلم بتعليم وتدريس نفسه باستخدام الحاسوب والشبكة العنكبوتية، أما التعليم عن بعد فهي العملية التعليمية التي يكون فيها الطالب أو التلميذ مفصولا عن مكان الدراسة وبعيد عن أستاذه بمسافة جغرافية يتم سدها بواسطة استخدام وسائل الإعلام والتواصل الحديثة هذا النظام الحديث يمكن الطالب من التحصيل العلمي دون الإنتقال إلى مكان التدريس . و من ايجابيات التعليم الذاتي أنه يعطي للمتعلم حرية اختيار الزمان والمكان وكذلك إختيار الطريقة التي تناسبه والمواضيع التي يرغب في الحصول عليها. وهذا النوع من التعليم يمنح أدوات مختلفة تتيح بعض الإستقلالية، كبيئات غنية للتعلم ومحفزة توسع مجال الإكتشافات؛ بحيث أن هذا المتعلم يجد نفسه أمام معرفة أصبحت في متناوله في كل مكان وفي كل زمان فليس للقسم حدود في هذه الحالة. رغم كل هذا فالمتعلم بحاجة إلى مدرس يوجهه ويرشده كي لا يتيه في إغراءات الشبكة العنكبوتية سواء ما يتعلق بالمواقع الإباحية أو ما يتعلق بالمعلومات الخاطئة وكثيرا ما نصادف مثل هذه المعلومات نظرا لإمكانية أي شخص لديه ارتباط بالشبكة أن يُكون موقع إلكتروني ويمكن له أن يدون من المعلومات ما يشاء، لكن يمكن للمتصفح أو الباحث أن يتأكد من صحة المعلومات عن طريق ملاحظته للمصادر والمراجع التي أخذت منها المعلومات أو الإطلاع على السيرة العلمية للكاتب أو أن يقارن المعلومات المتوفرة على المواقع الإلكترونية مع ما هو موجود في الكتب الموثقة. بصفة عامة التعليم الإلكتروني يوفر قنوات ووسائل ودعامات جديدة، توضع رهن إشارة المتعلم لخدمة استقلاليته وخصوصيته، ولإغناء معارفه وتدبيرها، بالإضافة إلى إثارة التحفيز لديه وجعله يقبل على المعرفة بتلقائية. كل هذه الإضافات الجديدة تقدم، كل واحدة بطريقتها، حلولا لبعض مشاكل التعلم. كما بينت ذلك عدة دراسات وبحوث. نستطيع الجزم أن التقنيات الحديثة تساهم في بناء أهم الكفايات بالنسبة للمتعلم، سواء منها الكفايات الثقافية أو الكفايات المنهجية أو الكفايات التواصلية أو...إلخ. وحتى نعكس الواقع على حقيقته، نشير إلى أن هناك آراء معارضة وأخرى متخوفة من ادماج التقنيات الحديثة في التعليم، وذلك لاعتبارات معينة؛ طبعا فالتكنولوجيا الحديثة لا تمثل في حد ذاتها الوصفة المكتملة للتعلم لأنه: لا يكفي أن نقدم للمتعلم نشاطا تكنولوجيا تطبيقيا، لكي يستطيع أن يفهم محتوى معين، ولكن علينا ان نحدد له بدقة، المهمة المطلوبة والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها. وهنا يتجلى الدور الحيوي للمدرس، والذي لا يمكن الإستغناء عليه. وفي هذا السياق يمكن أن نشير إلى ان الممارسة التربوية المتبصرة وغير الرافضة من شأنها تحقيق وعود الكامن وتغليب الإحتمال الإيجابي. وبالتالي، وباعتبار الدور الأساسي الحاسم للمارسة البيداغوجية، فقد تجعل هذه التكنولوجيا من المتعلم الكفء متعلما أكفأ وقد تكرس أيضا فشل المتعلم المتعثر. وقد تصبح شاشة الحاسوب شاشة للمعرفة وقد تتحول إلى شاشة حاجبة للمعرفة. ولعل من أهم المميزات التي شجعت التربويين على استخدام هذه الشبكة في التعليم ، نجد الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات ك: - الكتب الإلكترونية (Electronic Books)، الدوريات (Periodicals)، الموسوعات (Encyclopedias)، المواقع التعليمية (Educational sites). على الرغم من شمولية المعلومات المنقولة عبر الشبكة العنكبوتية ودقتها وسرعة تناولها إلا أنها لاتغني المتعلمين عن الاستعانة بمصادر المعلومات التقليدية كالمدرس و المكتبات وما توفره من كتب ودوريات لا يستغني عنها أي متعلم، لذلك يعد استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية أحد أدواتها المهمة لكنها ليست الأداة الوحيدة وعلى المتعلم معرفة فائدة كل أداة وكيف يستفيد من خدماتها بأفضل وجه.
اصبح الحاسوب وتطبيقاته جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات العصرية. وقد أخذت تقنية المعلومات المبنية حول الحاسوب تغزو كل مرفق من مرافق الحياة. فاستطاعت هذه التقنية أن تغيّر أوجه الحياة المختلفة في زمن قياسي. ثم ***ت شبكة الإنترنت من رحم هذه التقنية فأحدثت طوفاناً معلوماتياً. وأصبحت المسافة
بين المعلومة والمتصفح أقرب من المسافة التي تفصله عن مفتاح جهاز الحاسوب. وأما زمن الوصول إليها فأصبح بالدقائق والثواني. فكان لزاماً على كل مجتمع يريد اللحاق بالعصر المعلوماتي أن ينشئ أجياله على تعلّم الحاسوب وتقنياته ويؤهلهم لمجابهة التغيّرات المتسارعة في هذا العصر. لذا فقد قامت بعض الدول بوضع خطط معلوماتية استراتيجية ومن ضمنها جعل الحاسوب وشبكة الإنترنت عنصراً أساسياً في المنهج التعليمي. وتختلف خطط إدخال المعلوماتية في التعليم تبعاً لاختلاف الدول. وعلى أي حال فإن التوجه العام حالياً هو الانتقال من تدريس علوم الحاسب الآلي نحو الاهتمام بالتخطيط لزيادة التدريس المعتمد على المعلوماتية عبر المناهج الدراسية.
ملخص الموضوع:
للتقنيات الحديثة أهميتها التعليمية في عصرنا الحاضر، وكذلك للتعليم التقليدي دوره الفعال في العملية التعليمية، مما يدعوا إلى دراسة هاتين الوسيلتين ومدى أهميتهما في تعليم الجمهور وما تحققانه من إشباع لمعارف و مكتسباتهم المعرفية. وتنبع أهمية هذا التقرير من الدور والأهمية التي أصبحت للأنترنت في مجال التعليم وكذلك من الدور الذي تلعبه الانترنيت في تعلم المتصفح وكذلك المساهمة في تعليم الآخر عن طريق إنشاء مواضيع يتعلم منها المبحر عبر الشبكة، كما أن استخدام هذه الوسيلة وشيوعها في الوطن العربي أدى إلى ضرورة بحثية مفادها التعرف على استخدامات شبكة المعلومات وذلك لتقييم الوضع العلمي في إطار هذه الظاهرة سعياً إلى أيجاد صورة مكتملة تستهدف التقييم ووضع الخطط والاستراتيجيات.
-1- من التعليم التقليدي إلى التعليم باستخدام الإنترنت
إذا نظرنا إلى التعليم من زاوية حاسوبية ، فإن هناك ثلاثة أنواع من التعليم وجدت عبر الزمن حتى وقتنا الحاضر، التعليم التقليدي والتعليم باستخدام الحاسوب والتعليم باستخدام الإنترنت؛ وسنتطرق إلى الوسيلة الأولى والاخيرة نظرا لكثرة المعلومات المتوفرة حول التعليم باستخدام الحاسوب وكذا التقيد بعدد الصفحات المسموح بها في انجاز هذا التقرير.
-أ- التعليم التقليدي:
يرتكز التعليم التقليدي على ثلاثة محاور أساسية ، وهي: المعلم والمتعلّم والمعلومة. وقد وجد التعليم التقليدي منذ القدم وهو مستمر حتى وقتنا الحاضر. ولا نعتقد أنه يمكن الاستغناء عنه بالكلّية لما له من إيجابيات لا يمكن أن يوجدها أي بديل آخر. فمن أهم إيجابياته التقاء المعلم والمتعلّم وجهاً لوجه. وكما هو معلوم في وسائل الاتصال فهذه أقوى وسيلة للاتصال ونقل المعلومة بين شخصين. ففيها تجتمع الصورة والصوت بالمشاعر والأحاسيس ، حيث تؤثر على الرسالة والموقف التعليمي كاملاً وتتأثر به وبذلك يمكن تعديل الرسالة وبهذا يتم تعديل السلوك ويحدث النمو أي تحدث عملية التعلّم. لكن في العصر الحاضر يواجه التعليم التقليدي منفرداً بعض المشكلات منها: 1- الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطلبة. 2- قلة أعداد المعلمين المؤهلين تربوياً. 3- الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعب في التعليم. 4- القصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب. فالمعلم ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد ، مما قد لا يمكّن بعض المتعلّمين من متابعته بنفس السرعة. مع بروز مثل هذه المشكلات ، فإن الحاجة تدعو إلى استخدام وسائل تعليمية تساعد على التخفيف من آثارها فظهر التعليم الإلكتروني كبديل له لكن هذا الأخير له سلبياته بجانب ايجابياته فما هو التعليم الإلكتروني وما هي سلبياته وما هي ايجابياته؟
-ب- التعليم والتعلم بواسطة التقنيات الحديثة:
أكيد أنه عندما نتحدث عن التعليم بواسطة التقنيات الحديثة فإننا نتحدث عن التعليم الذاتي وأيضا يمكن أن نصوغ في هذا السياق التعليم عن بعد وبصفة عامة التعليم الإلكتروني فما المقصود بالتعليم الذاتي والتعليم عن بعد؟ التعليم الذاتي جزء من التعليم الإلكتروني، ومعناه ان يقوم المتعلم بتعليم وتدريس نفسه باستخدام الحاسوب والشبكة العنكبوتية، أما التعليم عن بعد فهي العملية التعليمية التي يكون فيها الطالب أو التلميذ مفصولا عن مكان الدراسة وبعيد عن أستاذه بمسافة جغرافية يتم سدها بواسطة استخدام وسائل الإعلام والتواصل الحديثة هذا النظام الحديث يمكن الطالب من التحصيل العلمي دون الإنتقال إلى مكان التدريس . و من ايجابيات التعليم الذاتي أنه يعطي للمتعلم حرية اختيار الزمان والمكان وكذلك إختيار الطريقة التي تناسبه والمواضيع التي يرغب في الحصول عليها. وهذا النوع من التعليم يمنح أدوات مختلفة تتيح بعض الإستقلالية، كبيئات غنية للتعلم ومحفزة توسع مجال الإكتشافات؛ بحيث أن هذا المتعلم يجد نفسه أمام معرفة أصبحت في متناوله في كل مكان وفي كل زمان فليس للقسم حدود في هذه الحالة. رغم كل هذا فالمتعلم بحاجة إلى مدرس يوجهه ويرشده كي لا يتيه في إغراءات الشبكة العنكبوتية سواء ما يتعلق بالمواقع الإباحية أو ما يتعلق بالمعلومات الخاطئة وكثيرا ما نصادف مثل هذه المعلومات نظرا لإمكانية أي شخص لديه ارتباط بالشبكة أن يُكون موقع إلكتروني ويمكن له أن يدون من المعلومات ما يشاء، لكن يمكن للمتصفح أو الباحث أن يتأكد من صحة المعلومات عن طريق ملاحظته للمصادر والمراجع التي أخذت منها المعلومات أو الإطلاع على السيرة العلمية للكاتب أو أن يقارن المعلومات المتوفرة على المواقع الإلكترونية مع ما هو موجود في الكتب الموثقة. بصفة عامة التعليم الإلكتروني يوفر قنوات ووسائل ودعامات جديدة، توضع رهن إشارة المتعلم لخدمة استقلاليته وخصوصيته، ولإغناء معارفه وتدبيرها، بالإضافة إلى إثارة التحفيز لديه وجعله يقبل على المعرفة بتلقائية. كل هذه الإضافات الجديدة تقدم، كل واحدة بطريقتها، حلولا لبعض مشاكل التعلم. كما بينت ذلك عدة دراسات وبحوث. نستطيع الجزم أن التقنيات الحديثة تساهم في بناء أهم الكفايات بالنسبة للمتعلم، سواء منها الكفايات الثقافية أو الكفايات المنهجية أو الكفايات التواصلية أو...إلخ. وحتى نعكس الواقع على حقيقته، نشير إلى أن هناك آراء معارضة وأخرى متخوفة من ادماج التقنيات الحديثة في التعليم، وذلك لاعتبارات معينة؛ طبعا فالتكنولوجيا الحديثة لا تمثل في حد ذاتها الوصفة المكتملة للتعلم لأنه: لا يكفي أن نقدم للمتعلم نشاطا تكنولوجيا تطبيقيا، لكي يستطيع أن يفهم محتوى معين، ولكن علينا ان نحدد له بدقة، المهمة المطلوبة والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها. وهنا يتجلى الدور الحيوي للمدرس، والذي لا يمكن الإستغناء عليه. وفي هذا السياق يمكن أن نشير إلى ان الممارسة التربوية المتبصرة وغير الرافضة من شأنها تحقيق وعود الكامن وتغليب الإحتمال الإيجابي. وبالتالي، وباعتبار الدور الأساسي الحاسم للمارسة البيداغوجية، فقد تجعل هذه التكنولوجيا من المتعلم الكفء متعلما أكفأ وقد تكرس أيضا فشل المتعلم المتعثر. وقد تصبح شاشة الحاسوب شاشة للمعرفة وقد تتحول إلى شاشة حاجبة للمعرفة. ولعل من أهم المميزات التي شجعت التربويين على استخدام هذه الشبكة في التعليم ، نجد الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات ك: - الكتب الإلكترونية (Electronic Books)، الدوريات (Periodicals)، الموسوعات (Encyclopedias)، المواقع التعليمية (Educational sites). على الرغم من شمولية المعلومات المنقولة عبر الشبكة العنكبوتية ودقتها وسرعة تناولها إلا أنها لاتغني المتعلمين عن الاستعانة بمصادر المعلومات التقليدية كالمدرس و المكتبات وما توفره من كتب ودوريات لا يستغني عنها أي متعلم، لذلك يعد استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية أحد أدواتها المهمة لكنها ليست الأداة الوحيدة وعلى المتعلم معرفة فائدة كل أداة وكيف يستفيد من خدماتها بأفضل وجه.
***
عبد المنعم العيساوي
المشاهدات: